حتى القمر؟؟

دخل غرفته مسرعا, كان في قمّة الغضب

" كيف تجرأ ان تقول لي هذا الكلام, كيف تجرأ ان تناقشني في قراري؟؟؟"

احس بخدران يسري في الجزء الايسر من جسده, بدأ يحدّث نفسه " ما الذي تفعله؟؟؟ اتريد ان تقتل نفسك؟؟"

جلس على حافة السرير و اغمض عيناه, فجأه انتقل بالزمن الى خمسة عشر عاما مضت, لاول مرّه رأها فيها, كانت جميله جدا, لم يكن هنالك شيء واضح يميزها عن غيرها من الفتيات ولكن لحظه ما وقع نظره عليها استوقفه هدوءها و رقتها, حتى في طريقة امساكها للقلم و طريقه كتابتها طريقة رفع خصلات شعرها عن عينها, كان فيها رقّه لم يستطع بيوم ان يصفها لاحد.

كانت في السنة الجامعية الرابعة , انتسبت الى الدورة التي يدرّسها في المركز التعليمي لتساعدها لانجاز مشروع التخرّج, ملامح وجهها كانت تقول الكثير, كان يعرف متى فهمت الشرح ومتى صعبت عليها نقطه ما, حتى يوم ان قرر ان يفاتحها في موضوع الزواج, عندما سألها هل هي مرتبطه ام لا, حاولت ان لاتظهر خجلها ولكن حمرة وجهها فضحتها.

"ماذا!!!" حاول ان يتذكر السؤال الذي كرره عليها اكثر من مرّه لتصف له مدى حبها له, سألها هذا السؤال يوم الخطبه ويوم الزفاف, حتى انه نسي متى توقف عن سؤالها...."نعم ..نعم...تذكرت " و ابتسم ابتسامه ملئت وجهه, فكّر قليلا " هل من المعقول ان اكون بالغت في رد فعلي؟؟" حاول ان يسترجع الاحداث, اخذ يهز رأسه وهو نادم " معها كل الحق, لقد نبهتني الى ذلك اكثر من مرّه وانا الذي اكرر هذا الفعل و فعلا صبرت كثيرا و انا ما زلت اكرر نفس الخطأ, واليوم جئت الومها!!!"

فتح باب الغرفة وجدها تجلس امام النافذه و هي الاخرى تفكر, جلس بجانبها لم تتحرك و بقيا صامتين لفتره, امسك يدها حاولت ان تسحبها ولكنه كان يمسكها بشدّه, نظرت اليه بعيون كلها حزن قال لها " حتى القمر؟؟" تحولت نظراتها الى حنو وطيبه..نظرت الى الارض و بدأت اطياف ابتسامه ترتسم على شفتيها, نظرت اليه وقالت " ذهابا و ايابا"