سمعته يهمهم بكلمات غير واضحه وهو يقف على البلكونه ليدخن سيجارته,لحين انتهائها من تحضير نفسها للخروج معه, هي تعلم انه حين يقوم بعمل طائش او ينوي القيام بعمل طائش هنالك عزومه غداء فاخره, لاعتقاده بان هذا كافي لينسيها تأخره عن البيت الى اولى ساعات الصباح.
اقتربت اكثر من الباب, سمعته يروي تفاصيل مغامرته في الليله الماضيه, ومن الكلام تأكدت انه يرويها لفتاه اخرى, وهو يردد عليها كلمات كانت تعتقد انه اوجدها لها فقط مثل " يا حب" و "عيونو" وغيرها من الكلمات التي كانت تكفيها سماعها من شفتيه فيما مضى, انها مكالمته مع انهاء سيجارته و هربت بسرعه الى غرفتها لتكمل تجهيز نفسها.
دخل الغرفه ولاحظ الاختلاف على وجهها, سألها بكل حنان الارض عن سبب تغيرها و هل تشعر باعياء او تعب, اجابت بالنفي وبانها فقط بحاجه لساعات نوم اضافيه و اخبرته بانها جاهزه و انطلقو.
لم تذهب من بالها تفاصيل المكالمه, و انتقلت من مشاعر الاشمئزاز منه الى مشاعر لوم النفس, كلما اشتكت لاحد تصرفاته هذه ينقلب الموضوع ضدها و جميعهن يلمنها , انت السبب, لولا انك اهملته لما اجبر ان ينظر الى الخارج, كيف اهملته؟؟؟ كيف وانا دائمه التجديد بكل شيء حوله, في نفسي, شكلي لون شعري طريقه لبسي دائما متغيره ومتجدده , في ديكور البيت, حتى في تحضير الاكل تعلمت جميع اطباق مطابخ العالم حتى لا يمّل من صنف معين, كيف اهملته وهو دائم المديح والشكر بسبب اهتمامها به, كيف اهملته وهي دائمه التفكير بما يسعده اولا.
سألته عن سبب تأخره في الليله السابقه, اجابها بانه قد حصل معه مشكله كبيره و سوء فهم بينه وبين صديق عمره, واضطر ان يبقى لينهو الموضوع حتى لا يفترقو وهم على خصام, فاولا واخرا هو صديق العمر ولا يمكن ان يتنازل عنه, سرد القصه وكأنه حفظها عن ظهر قلب, سردها بتفاصيل جعلتها اقرب من ان تكذب ما سمعته باذانها و تصدقه...
وهم في طريق العوده طلبت منه ان لا يتوجه فورا الى البيت, ارادت ان تفكر اكثر , وفجأه خطرت لها فكره, ما رأي زوجي العزيز و رأي اللاتي دافعن عنه لو انا التي فعلت فعلته القذره تلك, هل سيلومه رجال العائله لاهماله لها؟؟ هل سيقولون له انت الذي اجبرتها ان تنظر الى الخارج؟؟؟ هل سيتمالك نفسه حتى يخرج معها و يتناول وجبه الغداء ويسمعها تروي تفاصيل كاذبه ؟؟؟؟
بالطبع لا, سيكون مصيرها فوري منه و من رجال العائلتين ومن نساء العائلتين, ولماذا...لانها بكل بساطه امرأه, و هذه لوحدها تهمه قد تستحق عليها القتل, هو رجل و الرجل لا يعيبه شيء, لا الكذب ولا الخداع ولا الخيانه, الهذا يتصرف الرجال بحرّيه تامه ؟؟؟
حاول ان يبدأ اكثر من موضوع ليتحدثو به ولكنها كانت تنهيه باجابات مختصره جدا..لا..نعم...حسنا...اذا انت اردت ذلك, ولكنها احست بان شي داخلها سينفجر, احست بانها ستصرخ من شدّه الالم, وبدأت بتهدئه نفسها شيئا فشيئا...
"حسنا ماذا تريدين" سألت نفسها هذا السؤال " اتريدين الطلاق؟؟" ..." اتريدين الانتقام؟؟...ماذا تريدين" سكتت لبرهه و طلبت منه ان يتوقف, سألها ما بها رددت الطلب وبصوت لا حياة فيه, توقف و نظر اليها, هل تشعرين بالتعب؟؟ هل اخذك الى المستشفى؟؟...
نظرت اليه " لماذا كل هذا الحنان والاهتمام اذا ما عدت اعني لك شي؟؟"
علامات التعجب واضحه على عينيه " ما الذي تتحدثين عنه؟؟"
بالرغم من محاولاتها بان تتماسك ولا تبكي روت له تفاصيل المكالمه التي سمعتها ودموعها تملئ وجهها
سكت لم ينطق بشيء , واختفى اللون من وجهه و حاول ان يستجمع شيء ليبلع به صدمه الموقف ولكن دون جدوى
"اقسم لك بان شيء لم يحصل, اقسم لك بانها كانت اول مره و اخر مره, اقسم لك بانني شديد الندم على ما فعلت , اقسم لك..اقسم لك..."
" لا اصدقك..." قالتها وهي تفتح باب السياره
" اين تذهبين؟؟؟ ارجوكي لا تتركيني , ارجوكي لا استطيع الحياه بدونك"
غادرت السياره و بدأت بالمشي بعكس اتجاه السيارات حتى لا يستطيع اللحاق بها
نزل من السياره و ركض اليها " ارجوكي سامحيني, اقسم لك بانني سأتغير, ارجوكي.."
فجأه تذكرت ما الذي جعلها تذهب الى البلكون خلفه اليوم, لقد ارادت ان تخبره بانها ذهبت الى الطبيب اليوم الذي نقل لها خبر حملها, كيف سيعيش هذا الطفل, ماذا افعل, يا اللهي دلني , نظرت اليه و اشفقت على مظهره , اصفر اللون , دموعه تنهمر بلا سيطره, و هو يمسك يداها و يضمهم اليه.
قالت له " اتقسم؟؟؟"
" اقسم"
" اتقسم بالله؟؟؟"...."اقسم بالله ان لا اعود الى ذلك"
" اتقسم بالله الذي رزقنا طفلنا".." اقسم ب... ماذا" و اتسعت عيناه المليئتان بالدموع
" امسكت يده و وضعتها على بطنها و قالت له " بطفلنا هذا"... ضمها اليه و كأنه اول مرّه يضمها, وهمس في اذنها
اقسم بالله الذي رزقني اياكي ان لا اعود الى ذلك ابدا"
ابتسمت, ربما صدّقته و ربما ارادت ان تصدقه لا تدري و لكنها تعلم انها ستغفر له كل اخطاءه لانه تحبه اولا و لانه والد طفلها الذي لن تحرمه من والده, ولانه الرجل...نعم الرجل الذي سيغفر له الجميع اعماله فلماذا هي لا تغفر له ايضا.....