قلوب حجر

الي قريبات الله يجزيهم كل الخير بسعو بعمل الخير دائما من اللي ببحبشو و بتحرّو بموضوع توزيع الصدقات و بحبو يوزعو بايدهم و يزورو الناس ليتأكدو من ان وضعهم بحاجه خاصه لمّا يكون  ناس معطيهم فلوس للتوزيع.

بتحكيلنا وحده منهم انها كانت مرّه سايقه في البيادر و شافت ست كبيره بالعمر بتمشي خطوتين و بتقعد عالرصيف ترتاح شوي و تمشي كمان خطوتين و ترتاح, قامت قريبتي عرضت على الحجه انها توصلها لبيتها و فعلا و صلّتها وبس وصلو قررت قريبتي تطلع توصل الحج لبيتها لتساعدها بالمشي .

الحجه ساكنه بغرفة بالطابق الرابع في عماره ما فيها اصنصير و لا في للدرج دربزين او اي شي يحمي الطالع عليه لو لا سمح الله سقط, الغرفة عباره عن مساحه صغيره فيها كل شي, تخت و تلفزيون صغير و غسالة صغيره و تلاجه صغيره مستهلكين عالاخر, قعدت قريبتي شوي عند الحجه, الحجه ما تزوجت و توفى ابوها وامها و ضلت عايشة لحالها و لا حد من خوانها او خواتها رضي يتحمل مسؤوليتها بس كبرت وبطلت تقدر تشتغل وما في مورد الها غير اللي بعطوها اياه الناس من فلوس والاكل, ومن الشباك فرجت الحجه لقريبتي 3 عمارات قدام بيتها و حكت انهم لاخوانها و اولادهم.

حكتلنا قريبتي انها صارت دائما تعمل حساب هالحجه بس حد يعطيها شي توزعه او هي بدها توزع شي و اخر مرّه زارتها كان بعد عيد الفطر, في وحده كبيره بالعمر وما بتقدر تصوم و اعطتها فلوس لتوزعها لانها افطرت برمضان, راحت قريبتي و اشترت بالفلوس اكل و حسبت حساب الحجه منه , بتحكي انه بقي معها دينار و نص من الفلوس فمرّت على الخضرجي اللي بنفس عمارة الحجه, دخلت و طلبت منه تشكيلة خضار بدينار و نص بالزبط, سألها الخضرجي اذا انها توزيع حكتله اه للحجه اللي ساكنه فوق, قام حكالها مداد "للحجه زينب" خدي بزياده و مني, قريبتي شكرته و دعتله ربنا يزيده من فضله و يكثر من امثاله و يجزيه كل الخير.

طلعت عند الحجه ما لقتها بالبيت, الاولاد اللي بلعبو بالشارع حكولها انها راحت تحضر عرس بالشارع اللي جنبهم "علشان تاكل هناك", بتحكيلنا قريبتي انه كان في شباك للغرفه مكسور منه شوي قامت دخلت كم من غرض من الشباك و اخدت الباقي و راحت للخضرجي "الطيب" لتترك الاغراض عنده وهو يعطيهم للحجه بعدين.

سألته اذا ممكن تترك الاغراض وافق و حكالها " انا بوصصلها اياهم مهي عمتي" انصدمت قريبتي و بتحكي ضليت مش مصدقه و اسأله "عمتك عمتك؟؟ يعني اخت والدك؟؟ جد عمتك؟؟ " و هي منصدمه ببروده وابتسامته وهو بأكد انها عمته اخت والده, بتحكيلنا قريبتي انها طلعت من المحل و هي مذهولة و بس وصلت السياره رجعتله وحكتله هات الاغراض ما بدي اتركهم عندك, و اخدتهم و دقت على جيران الحجه اللي ساكنين تحتها و اعطتها الاغراض و حكتلها عن الخضرجي, طلع فعلا العمارات الثلاثه لاخوان الحجه زينب و اولادهم و كل المحلات تحتها الهم و ولا واحد فيهم عمره سأل عنها او زارها او استفقدها باي شي.

سبحان الله , ناس ربنا بفتحلهم باب اجر و باب بر و همه مضيعينه على حالهم بكل بساطه , ناس ماخدتهم الحياه و قسوتها لحتى قتلت مشاعرهم وعمت قلوبهم  قبل ابصارهم.