صحيت على صوت المنبه, كل يوم بتصحى على هالصوت بس ليش اليوم بالذات حسّت ان في اشي غريب راح يصير
قامت و بدت يومها بالروتين اليومي اللي بتعمله من سنين بايام الدوام,كل شي بنفس التفاصيل, تغسيل الوجي و بعدين الفطور و بعديها اللبس و التجهيز للشغل, روتين المفروض يكون ممل لكنها عمرها ما حست بالملل منه الا اليوم, ابصر ليش قلبها مش مرتاح وبدها تخلص بسرعه وتوصل الشغل بسرعه, في اشي غريب اليوم بس ايش هو مش قادره تحدده.
بالشغل برضه نفس الروتين اليومي, القهوه و النم و تناقل الاخبار و بعديها ببدو المراجعين يهلّو و بستمر هالوضع لاخر الدوام, لكن اليوم في حركه غريبه بالشغل وفي نظرات غريبه من كل اللي حواليها,في كركبه مش طبيعيه مش فاهمه سببها
حتى زميلها "خالد" اليوم مر من قدام المكتب وما سلّم زي عادته, هو بالحقيقه اكتر من زميل, خالد اقرب ما يكون الى...
ايش الصفه اللي ممكن نعطيه اياها؟؟
خالد هو السبب اليومي اللي بخليها تصحى الصبح وتيجي عالشغل
خالد هو السبب اللي بخليها تصرف كل راتبها على لبسها واناقتها
خالد هو السبب اللي بخليها تتنفس
خالد هو السبب اللي بخليها تعيش
خالد هو السبب اللي بخليها تستمر بالحياه بشكل عام
حبيب؟؟؟ عشيق؟؟؟ روح؟؟ اكتر من مسمى بتقدر تسميه لكن هي وحدها اللي بتعرف هالمسميات
لان كل هالمشاعر عاشتها هي وحدها و ما حكت لاي مخلوق عنها, حتى لخالد نفسه اللي حاول يتقرب منها اكتر من مره لكن هي صدته, لانها بدها تضل صورتها قدامه ما عليها اي شائبه
ما حكت حتى لاقرب صديقاتها " منى" اللي المفروض ما بخبو عن بعض اشي, مش خجلها وحيائها اللي منعها, لأ كبريائها , كانت تحسن ان اعترافها بهيك مشاعر راح يهز شخصيتها قدام الناس, وبالحديث عن منى, منى في بعيونها اشي غريب اليوم, في لمعه اول مره بشوفها, خير اللهم اجعله خير
بنص الدوام والدنيا عجئه و المراجعين متراكمين قدام الباب اجت منى و خالد و معهم ام علي المراسله حامله بايدها اشي, لفت نظرها ان منى وخالد ماسكين بايدين بعض, انصدمت, قلبها صار يدق بسرعه, نفسها انقطع.... بلعت ريقها و حاولت تستجمع قواها وترسم ابتسامه على وجها بانتظار الخبر المتوقع
بالفعل خالد تقدم لمنى وامبارح قرأو الفاتحه واللي مع ام علي هو الحلوان, بايد بترجف مدت ايدها و اخدت الحلوان, قامت و ضمت صديقه عمرها منى وباركتلها و باركت لروحها و عشقها "خالد" و ما صدقت تقعد على اقرب كرسي وصارت تدعي ربها يطلعو من المكتب قبل ما تنهار تماما قدامهم...
تاني يوم صحيت الصبح قبل ما يرن المنبه, لانها اساسا ما نامت طول الليل, خصوصا بعد ما اتصلت فيها منى تحيكيلها تفاصيل الموضوع وتوصفلها مشاعرها وفرحتها بدخول شخص مثل خالد لحياتها, حاولت تتماسك لاخر المكالمه واول ما سكرت الخط بدت دموعها تسيل بدون ما تحس, وما قدرت تتحكم فيهم
صارت الساعه 8 وهي قاعده عالتخت ما تحركت من مكانها, بطل في سبب يخليها تقوم من التخت الصبح, بطل في سبب يخليها تروح عالشغل, بطل في سبب يخليها تستمر بالحياه...... وضلت على هالحال اسبوع , طلبت من زميلتها بالمكتب تقدملها اجازه, لاول مره من يوم ما تعين خالد بالشركه بتاخد اجازه, كل اللي بعرفوها اتصلو يتطمنو عليها, ما ردت ولا على تلفون
قضّت الاسبوع بالتخت و هي تفكر بحل, بعد ما خلصت اجازتها قامت برضه قبل المنبه لبست اواعيها بسرعه بدون ما تفطر وبدون ما تطلّع على حالها اكتر من مره كعادتها, وصلت الشغل فورا راحت على مكتبها, و من يومها وهي عايشه زي الاله منعت حالها انها تحس باي احساس انساني علشان باعتقادها هيك ما راح ترجع تتألم مره تانيه
وما بتعرف انها هيك هي بتقتل حالها كل يوم اكتر من اليوم اللي قبله, وضلت هيك لفقدت اي احساس او مؤشر على الحياه....