بتعرفة من سنين بس هو ما كان منتبهلها, حاولت تتحركش فيه بسلام او بصباح او بترتيب صدفة لقاء, و لكن كل مرّه و باخر لحظه بتغيّر رأيها, اخلاقها و "كرامتها" ما بتسمحلها, مع انها دائما بتنادي بموضوع "لا موقع للكرامه بين الاحباء" و لكنها بكل مرّه بتتراجع عن خططها وبتقنع حالها انهم اساسا مش احباب فالكرامه لازم تكون موجوده.
مشيت الايام و تغيّرت الوجوه بالشغل ولكن وجهه هو الاشي الوحيد اللي ضلت تشوفو اول ما تصحى من النوم و اخر شي قبل ما اتنام, ومع مرور الوقت شجاعتها بالتعرف عليه اكتر كانت تخونها اكتر, لحتى اجا اليوم اللي اجا شب من الشغل يعترفها باعجابه فيها و برغبته بالتقدم لخطبتها, الشب ممتاز كتير اجتماعيا و ثقافيا و شخصيته كتير حلوه, بس فيه عيب واحد...عيب واحد بس.. انه مش حبيبها اللي سكن قلبها و عقلها و كل حياتها, فكرت وحاولت تحسبها منيح و طلبت مدّه للتفكير قبل ما ترد على الشب و ما كانت تعرف ان هالفتره تفكير هي اللي راح تغير حياتها كلها بعدين
قبل ما يخلص الدوام يومها فجأه لقته واقف قدام باب مكتبها, بعد ما استأذن للدخول و قعد و بعد لحظات صمت دامت ثواني حسّت فيهم انها بدنيا تانيه , ومشاعر غريبه, مش سامعه الا دقّة قلبها, ايديها باردين و جسمها كلّه منمّل و نفسها ولا نفس زي التاني بطيء و سريع و مخنوق.
و بعديها حكا الحكي اللي كانت نفسها تسمعه من زماااااااااااااان, ما صدقت حالها بس عرفت انه معجب فيها بس كان متردد يفاتحها لانه ما حس منها باي قبول, و انه اليوم لما حس انها بدها تضيع منه قرر ما يضل ساكت و حتى لو انها قبلت بطلب زميله ما كان راح يقدر يتحمل خسارتها و ملامة نفسه انه ما حكالها عن مشاعره, الكلمات وقفّت بحلقها وما عرفت شو تجاوب, طلب منها انها ما تجاوبه فورا و اعطاها رقم تلفونه و طلب منها بس تفكر منيح و تقرر تخبره بقرارها لانه بفضل يسمعه منها ما يسمعه من حدا تاني.
ما صدقت الدوام يخلص وطيران على سيارتها, قلبها ما وقّف دق و الدنيا قدامها اضواء بتطفي و بتضوي, وصلت سيارتها و سكرت الباب, ركّت راها على ايديها على الستيرنج و حاولت تنظم انفاسها, مش قادره تفكر , قرارها هي عارفته و متأكده منه, بس كيف بدها تحكيله, كيف بدها تجاوبه, شغلت السياره و اشتغل المسجل على نفس الاغنيه اللي كانت شغّاله عالكاسيت لمّا وصلت على الشغل الصبح....بس سمعتها ابتسمت و مسكت موبايلها و حكت معه و بس جاوبته كلمه وحده ... "انت حبيبي" و قرّبت موبايلها على المسجل لتسمعّه الاغنيه...