تحت خصلات شعرها....

"فتاة في قمّه الاخلاق لا تحاول معها, حالة ميؤوس منها" , هذا اول ما يقال عند وصفها بين زملاءها بالجامعه عندما يلتفت احد الشبّان الى جمالها الخارق, حاول الجميع ان يتعرف عليها و لكنها صدتهم جميعا و بكل هدوء.

لملمت كتبها و همّت بالخروج من قاعه الصف, احسّت بنظراته و بخطواته السريعه نحوها, خرجت مسرعه بين زحام الطلاب و الطالبات و تاهت بينهم.

ترى ما الذي يريده مني ذلك الشاب؟؟ عادة ما يكتفي الشاب بأهمالي له و لمحاولاته من ثالث يوم" تسائلت بينها وبين نفسها وهي تجلس مع صديقاتها في مقعدهم المقدّس, هكذا يطلقون على ذلك المقعد المتكسر الاطراف, والذي تظهر مساميره وكأنها ابت ان تستلم له و تغوص في داخله, ها قد مر سنتان منذ اجتمعو اول مرّه عليه, كان ملقى هناك لا احد يجلس عليه, وكان باقي الطلاب يفضلون الجلوس على الارض بدلا من الجلوس عليه, "ها هو هناك...اتراه يبحث عني؟؟" حاولت ان تحني راسها للامام و تغطي وجهها بخصلات شعرها لعلّه لا يراها, و هذا ما حصل وهذا ما كان يحصل على مدى الشهر الماضي.

بنفس الشغف ظل يراقبها و بنفس الفضول بقيت تختبئ خلف خصلات شعرها و زميلاتها, و في يوم من الايام اختفى, و بقي على هذا الحال اسبوع, لم يظهر و لم يحضر اي محاضره, لم تلمحه بين اصحابه و لا بأي مكان كان يتواجد به, فتشت عنه عيونها من تحت خصلات شعرها.

و فجأه ظهر, انتظرت ان يبحث عنها, ان يحاول ان يتعقبها بنظراته, لكن دون جدوى, يا الهي اتراني اصبحت خفيّة وراء خصلات شعري تلك, تبا لك من خصلات, رفعت رأسها بعنف و هزته لرفع الخصلات التي على وجهها علّه يراها....لكن دون جدوى

انهت يومها و عادت الى المنزل و في رأسها الاف الاسئله و الاجابات, ما الذي حصل؟؟؟ هل معقول انه نسيني في اسبوع, ام هل معقول انه تعب من جفائها فذهب الى غيرها, لا ...لا غدا ستحاول مرّة اخرى ان تنظر اليه و تظهر امامه دون خصلات شعرها تلك, اه كم اكرهك يا شعري

و فعلا في اليوم التالي و لحظه دخولها البوابة الرئيسية للجامعه بحثت عنه حيث اعتاد ان يقف مع زملائه, "ها هو" تلاقت عيناهما لثواني و اكمل حديثه مع صديقه وكأنه لم يراها, بدأت بالسير بأتجاههم و مرّت امامه مباشره, لم يحصل شيء, انزعجت و بدأ الم غريب في داخلها لم تشعر به من قبل " ما هذا!!!...لماذا اشعر بالانزعاج!! سوف انسى الموضوع وكأنه لم يحصل" و دخلت الى القاعه و جاء المحاضر و بدأ بشرح الماده, ما هي الا لحظات واذ بصديقتها تهز لها كتفها تخبرها بأنتهاء المحاضره.."يا الهي..ايعقل ان مرّت الساعه بهذه السرعه, حتى انني لم اكتب كلمه, حتى انني لم اسمع شيء لاكتبه"

سيطر التفكير بذلك الشاب على جميع افكارها " سأحاول لاخر مرّه" هذه المرّه تعمدت ان تتحدث بصوت مسموع مع صديقاتها لعلّه ينتبه, لم يلتفت,و تكررت المحاولات اخذت تضحك و تتكلم بصوت عالي , و استمرت بذلك لعلّه ينظر, ولكن لا حياة لمن تنادي, وفي يوم قررت ان تبدأ هي بالحديث معه , ذهبت اليه و بحجّة أنها تريد ان تستعير منه الملحق الذي وزّعه المحاضر في محاضرة اليوم لتصويره, تصرف بلا مبالاه تامه و اعتذر بأنه اعاره الى زميل له و ودعّها و مشا بعيدا

اشتعلت النار داخلها, "اتراه يظنني قبيحه؟؟ لا وكيف ذلك وهو الذي استمر بملاحقتي لاسابيع!!!" و ظلت تفكر و تفكر حتى توصلت الى نتيجه وهي ان تذهب و تصارحه و تسأله عن سبب تغيّره, ذهبت اليه وهو يقف بين زملائه وطلبت ان تتكلم معه منفردا, نظر نظرة الى اصدقائه و حاول ان يخفي ابتسامه لم تفهم معناها الّا لاحقا

سألته عن سبب ملاحقته لها , انكر , فحاولت ان تذكره بسرد المواقف التي حصلت, وهو يقف امامها و رويدا رويدا تظهر ابتسامه على وجهه ثم التفت الى اصدقائه و رفع اليهم بأبهامه وصرخ " قلت لكم لا يوجد في قاموسي كلمة "يأس"" و اخذ زملائه يضحكون بأعلى اصواتهم و يطلقون القاب " أسد"..."زلمة"...."استاذ"..."كينج"...

الان فقط فهمت ما الذي يحصل, دارت بها الدنيا لم تعد ترى امامها, حاولت ان تتماسك حتى تصل الى دورة المياه الخاصه بالطالبات, فتحت اول باب و دخلت, انهارت ...بكت...احسّت بأنها تختنق...مضى على وجودها بالداخل ساعتان و هي تحاول ان تلملم ما بقي لديها من قوّة لتبلغ بها البيت, نظرت الى نفسها بالمرآة, غسلت وجهها,محاولة اخفاء اثار الجروح بداخلها... ارخت خصلات شعرها.... و خرجت....