لا زلت اسير

دائما ما تعودت على تحسس الخطوات امامي و لا انقل الخطوة الا وانا متأكده من صلابة ما تحتها و متانته... حتى التقيتك

معك اصبحت خطواتي قفزات بين احلامي, فكنت اقفز من مكان الى مكان ومن حلم الى حلم بحرية مطلقه و بتلقائية هذه الاحلام, كان سحر احلامي يدفعني, و نبرة صوتك و كلامك الموزون كأليدان اللتان تمسكان بيداي لتساعدني على القفز عاليا لاصل الى الخطوه التاليه باحلامي, كنت كالطفلة الصغيره, فرحه بتلك القفزات ولا اريدها او اريدك ان تتوقف.

هنا سنجلس...هنا سنأكل....هنا سنمشي تحت المطر ... هنا سنتخاصم و هنا سأعاتبك...وهنا ستسمعني احلى الكلام,تسليم واستسلام تام لاحلامي و لكلماتك...كنت اشعر بنسيم الهواء يداعب وجهي وانا اقفز, توقف دماغي عن العمل, تعطيل شامل لجميع الحواس ,حتى اتى اليوم الذي ضعف فيه صوتك و فقد نبرة الثقه , اخفضت الصوت حتى اختفى ,وبعد ان تعودت على القفزات العاليه رميتني لاعلى وافلّت يداي في منتصف الطريق و تركتني لاقع ,لاسقط و اتدحرج حتى وصلت الى بداية طريقي معك, وقفت بسرعه و نفضت غبارك عني ورفعت راسي ومشيت, رجعت لاتحسس الطريق امامي بحذر اكبر, هكذا احب ان ارى نفسي وان يراني الناس قوية لا تتأثر, سرت و لا زلت اسير.

ولكن اجسادنا دائما ما تنهار بعد الاستقرار, دائما ما تظهر اثار الكدمات متأخرا على اجسادنا, يداي لم تعودا قادرة على الامساك بشيء غير الجدار , و قدماي تهتزان من تحتي خوفا من الطريق, اما قلبي فأغلقته ليبقى تركيز عقلي على بصري فقط, صدق من قال ان الزمن يشفي كل الجروح, زادت الاوجاع و اتسعت و تغيرت الوانها ما بين لومك و لوم النفس و لوم الظروف حتى اتى اليوم الذي نسيت فيه انني سقطت ..... فها انا اتحسس الخطوات امامي ولا انقل الخطوة الا وانا متأكده من صلابة ما تحتها و متانته بدون خوف ولا زلت اسير.