Things I Like To Whisper About

Would You Hear Me Whispering

انسان بلا قلب



كل انسان خلق وله قلب, قلب فارغ يملئه بما يريد, يبدأ بخفقات تجاه تكل الرائحه العبقة التي تعوّد عليها, لصاحبة ذلك الصوت الذي تأقلم عليه و على دقات قلبه تسعة اشهر كامله, دقات الفها و عشقها و ستبقى تلك الدقات في القلب و لكن قد تصغر المساحة التي يحتلها ذلك الحب مع الزمن واحيانا قد تغلق.

كلما مرت السنين من العمر تزداد انقسامات ذلك القلب, يدخل الاب و الاشقاء و الشقيقات, وجميع الوجوه الباسمة المستبشرة بقدوم هذا الانسان, يكبر اكثر تدخل اصناف المأكولات ما لذ منها وطاب, تزداد انقسامات القلب الصغير ولكن يبقى هناك جزء خاص يحتفظ به الانسان فارغ يعيش به ايامه تساعده على امتصاص مرارة الايام ابتداء من ذهاب الام لوحدها الى السوق وتركه بالبيت مرورا بحبة الايس كريم التي وقعت على الارض الى كسر الفازه المفضلة عند السيد الوالد و حرمانه من المصروف والتلفاز بسببها.

يكبر ليصل الى عمر اعادة ترتيب التوزيعات المناسب لعمره, يخرج اناس و تخرج اشياء و تضاف اشياء جديده, يخرج بعض الاقارب الغير محببين, و تخرج العاب الطفولة و مغامراتها ليضاف مغامرات جديده و العاب جديده, قد يدخل معلم او معلمه, يدخل اصدقاء قد يحتلون اماكنهم الى الابد و بعضهم يكونون من السكّان الطيارين, لا يقيمون لاكثر من اشهر و احيانا ايام.

وهكذا تمر السنون و يزيد العمر و يعاد الترتيب, قد يخرج احدى الوالدين او كلاهما معا في فترة وقد لا يعودا ابدا, وقد يعودا بمساحات اقل من التي كانو يسكناها مسبقا, وتبدأ وجوه واسماء تدخل و تخرج من ذلك القلب, منها من يعيث الالم و المرارة فتبقى مساحته متضررة لفتره قد يأتي من يداويها و يرمها و قد تبقى فاسدة للابد, ومنهم من يبقى او يبقى عطره في تلك المساحات, ويبقى ذلك المكان السري الذي يرقّص فراشات الجسد كلما استنشقنا رائحة عطره في قلوبنا.

ومن الناس من يعتبر نفسة فهلوي و "حرّيف" تقسيم, فيقسّم قلبه الى قطع صغير و يستغل كل الزوايا و الثنايا, كل الحجرات و البطينات, ويقوم بتوزيعها ما بين ذلك و تلك وما بين هذا و ذاك, ويقفز بفرح ما بين تلك الاجزاء, ويرمي كلاما معسولا على ساكني تلك القطعه و يعاتب اصحاب تلك القطعه و دون ان ينتبه انه لم يترك قطعه صغيره له, تلك المساحه المخصصه لمحبتك لنفسك, لتقيس بها افعالك, لتميز بين الصحيح و الخطأ لتعاتب نفسك و تمدحها, تلك المساحه الاهم التي تبقيك على تواصل مع المسار الصحيح الذي يجب ان تسير عليه, تلك المساحه التي تقوم بمكان الضوء الخافت الذي ينير لك الدرب.
و لكثرة ساكني ذلك القلب و لصغر قطعه لا يكون هناك مجال لاعادة الترتيب والتوزيع و تبقى القطع تذوب و تذوى حتى ينسى او يتناسى تلك الدقات, و بذلك يتحول القلب الى عضو اخر في ذلك الجسد يضخ الدم ليبقى ذلك الانسان على قيد الحياه ولكن....بلا قلب.

ملاحظه ع الهامش
بعتذر عن التطبيش الفظيع للغة اللي ورد فوق بس هيك طلع معي و اذا راجعت و عدّلت راح اشطب كل الادراج فاااا تركته....سامحونا :)